مدونة

من هو الكافر البيعي Sales Cover

هل السوق يخلق أم يكتشف (1)
Uncategorized

من هو الكافر البيعي Sales Cover

كشف الوجه الحقيقي لأخطر سلوك في عالم البيع

بقلم: عبدالرحمن زيدان – مؤلف المصطلح ومبتكر المنهج وهو خبير الحلول التسويقية والبيعية


المقدمة: حين يتحوّل البيع من رسالة إلى خيانة

في قلب كل مهنة هناك “نقطة انحراف”، تلك اللحظة التي ينقلب فيها المقصود من الرسالة إلى أداة للإيذاء، ومن القيمة إلى استغلال، ومن الصدق إلى تزييف. وفي عالم البيع، تلك اللحظة تتجسد في شخص واحد:
الكافر البيعي – Sales Cover.

ليس هو البائع الضعيف أو غير المؤهل، بل هو الأخطر:
هو الذي يعلم تمامًا ما يملك، ويعرف حجم القيمة التي بين يديه، لكنه يتعمد إخفاءها أو تغليفها بأسلوب مزيف أو مشوّه.


1. المعنى الحقيقي لكلمة “كافر”

لفهم المصطلح علينا أن نعود إلى الجذر.
“كفر” في اللغة العربية يعني: الستر والتغطية.
وقد وصف العرب الفلاح بالمزارع الكافر لأنه يدفن البذور في التربة، يضعها بيده ويغطيها، رغم أنه يعلم تمامًا ما الذي زرعه.

إذًا الكفر ليس إنكارًا، بل تغطية مقصودة مع سبق الإصرار.

وعندما نأخذ هذا المعنى وننقله إلى عالم البيع، نكتشف أن هناك بائعين لا يُنكرون قيمة ما يبيعونه، بل يعرفونها… لكنهم يغطّونها.
هؤلاء هم الكافرون بيعيًا.


2. من هو الكافر البيعي؟

هو البائع الذي يمتلك منتجًا أو خدمة ذات قيمة حقيقية،
لكنه يفشل – أو يتعمّد – في إيصال هذه القيمة بوضوح وصدق إلى العميل.

هو الذي يستخدم العبارات الجاذبة دون شرح حقيقي.
هو الذي يعرض الخصم قبل أن يعرض الفائدة.
هو الذي يتحدث عن “السعر” قبل أن يتحدث عن “الأثر”.

هو الذي يتقن العرض… لكنه يجهل أو يتجاهل الرسالة.


3. لماذا يعتبر الكافر البيعي أخطر من البائع الفاشل؟

البائع الفاشل ضرره محدود، لأنه ببساطة لا يبيع.
أما الكافر البيعي، فإنه يبيع… لكنه يبيع دون قيمة.

  • يبيع ليأخذ، لا ليعطي.
  • يبيع بغطاء، لا بوضوح.
  • يبيع ليُغلق الصفقة، لا ليفتح حياة جديدة للعميل.

وهنا تقع الكارثة:
الكافر البيعي لا يُظهر الخير الكامن في ما يبيعه، فيُفقد العميل فرصة التغيير، ويحوّل البيع إلى شكل من أشكال الظلم البيعي.


4. مظاهر الكفر البيعي في الواقع العملي

أمثلة من الحياة اليومية:

  • موظف مبيعات يعلم أن خدمته توفر وقت العميل، لكنه لا يشرح له ذلك بل يكتفي بـ “لدينا خصم 30%”.
  • مسوّق يعلم أن منتجه يساعد على تنظيم الحياة، لكنه يستخدم فقط صورًا جذابة وكلمات سطحية مثل “الأفضل – الأجمل – الأسرع”.
  • رائد أعمال يبيع دورة تدريبية قوية، لكنه يركّز على “عدد الساعات” و”عدد المتابعين”، بدلًا من التركيز على الأثر التحويلي للدورة.

ماذا لو…؟

  • ماذا لو أن كل بائع عرض القيمة الحقيقية لما يقدّمه؟
  • كم من عميل كان سيتغير؟
  • وكم من صفقة تحوّلت إلى إنجاز بدلاً من مجرد تحصيل مالي؟

5. الفرق بين البائع المؤمن والكافر البيعي

البندالبائع المؤمنالكافر البيعي
تعريف المنتجيكشف القيمة بصدقيغطي القيمة تحت التسويق الزائف
نية البيعيُريد النفع للعميليُريد الكسب فقط
أسلوب التواصلواضح، عميق، نابع من القناعةمبهم، تسويقي، نابع من المصلحة
العلاقة مع العميلعلاقة بناء وثقةعلاقة مؤقتة تنتهي بالبيع
الأثر بعد البيعتغيير، تطوير، رضاخيبة أمل أو شعور بالاستغلال

6. لماذا لا يُغفر للكافر البيعي؟

لأن ذنبه مركّب:

  • يعلم… ومع ذلك يخفي.
  • يرى الخير… ويمنعه عن من يحتاجه.
  • يمتلك الأثر… ويحبسه تحت عبارات مزيّنة بلا جوهر.

ولهذا أقولها عن قناعة:
“الكافر البيعي لا يُغفر له، لا في الدنيا ولا في الآخرة.”
فقد خان الأمانة، وخدع النفس قبل أن يخدع الآخرين، وحوّل البيع من رسالة إلى سلعة، ومن إنقاذ إلى استغلال.


7. كيف نُحرّر أنفسنا من الكفر البيعي؟

قواعد للتحرر:

  1. ابدأ من الإيمان بالمنتج:
    إن لم تؤمن بما تبيعه، لا تبيعه.
  2. عرّف القيمة بدقة:
    ما الذي سيكسبه العميل غير المال؟ وقت؟ راحة؟ حل؟ فرصة؟
  3. لا تبدأ بالسعر، ابدأ بالرسالة.
    السعر أداة، لكنه ليس الفكرة.
  4. اجعل البيع دعوة وليس خدعة.
    أنت لا تقنع… أنت تهدي.
  5. اسأل نفسك: هل ما أقوله الآن يكشف القيمة أم يغطيها؟

8. الكافر البيعي وتأثيره على السوق والمجتمع

الكفر البيعي لا يؤثر فقط على الصفقة، بل يؤسس لنظام تجاري مريض:

  • تنتشر الثقة الزائفة
  • تنخفض جودة العلاقات التجارية
  • يتحول العميل من شريك إلى ضحية
  • ويصبح البيع مرادفًا للخداع، بدلًا من كونه رسالة بناء

إذا أردنا أن نُصلح السوق، علينا أن نُصلح البائعين.
وإذا أردنا أن نُصلح البائعين، علينا أن نبدأ من فكرتهم عن البيع.


9. دعوة للتغيير: فلنكن بائعين مؤمنين لا كافرين

أنا – عبدالرحمن زيدان – أضع هذا المصطلح اليوم بين أيدي كل من يعمل في مجال المبيعات، كتحذير، وكخارطة طريق.
ليس الهدف إدانة أحد، بل إيقاظ الضمير المهني، وبناء وعي بيعي جديد يقوم على:

الصدق، الوضوح، القيمة، والتأثير.


الخاتمة: من تُخفي القيمة فقد غطيت النور

لا تكن الكافر الذي دفن البذرة ولم يسقها.
كن البائع الذي يكشف النور، ويُطلق الخير، ويُساهم في خلق تغيير حقيقي.

فالبيع… رسالة، ومن غطّى الرسالة، كفر بها.

Select the fields to be shown. Others will be hidden. Drag and drop to rearrange the order.
  • Image
  • SKU
  • Rating
  • Price
  • Stock
  • Availability
  • Add to cart
  • Description
  • Content
  • Weight
  • Dimensions
  • Additional information
Click outside to hide the comparison bar
Compare