عبدالرحمن زيدان وتجربته في كتابة الرواية والشعر

قبل أن يُعرف عبدالرحمن زيدان كمدرّب وخبير في التسويق والبيع، كان يعيش رحلة داخلية ثرية، يغوص فيها في أعماق الكلمات، ويصنع منها عوالم من شعور وحكمة وخيال. ففي بداياته، لم يكن عبدالرحمن يبحث فقط عن النجاح، بل كان يسعى للتعبير عن نفسه، عن قضاياه، عن الحب، عن الإنسان، وعن تلك اللحظة العابرة التي تحتاج إلى من يخلّدها بنبض.
الرواية… حكاياتٌ لا تموت
من مهاراته الأولى التي مارسها في شبابه المبكر كانت كتابة الروايات. لم يكن ذلك من باب الهواية العابرة، بل كان بابًا يمرّ من خلاله لفهم الحياة من زوايا أعمق. من أبرز الروايات التي كتبها والتي لم تنشر :
- لن أموت: رواية إنسانية تتأمل في الخوف والبقاء ومعنى الإرادة.
- ليال عشر: حكاية مشحونة بالرمزية والروحانية، تحمل دهشة الليل ولذة التأمل.
- الحب أميرة: رواية تتناول الحب كقوة راقية وسيدة للمشاعر، لا مجرد عاطفة ( كتبت بعد زواجه من اميرة ) .
كل عمل من هذه الأعمال لم يكن مجرد قصة تُحكى، بل نقطة ضوء في وعي شاب كان يكتشف العالم من خلال اللغة.
الشعر… صوت الروح حين تعجز الكلمات
أما الشعر، فقد كان لعبدالرحمن طريقة أخرى ليعيش اللحظة ويختزن المعنى في سطر. من بين قصائده الكثيرة، تبرز قصيدة من صور كواحدة من النصوص التي تُعبّر عن شاعرٍ يرى في الحب رسالة، وفي الصور لغةً بديلة عن الضجيج.
وهذه نصّ القصيدة:
قصيدة من صور – تأليف عبدالرحمن زيدان
شعرتُ بقرصة بردٍ وقت السَّحر،
بيضاءُ أحببتُ عينيها، (أين الخبر؟)
هنا الخبر… أقبلتْ من شرفةٍ بعيدةٍ عن الحَضَر،
رأيتُها دايةً منها، فالتقطتُ الصورة… ( ما اجمل الصور )
تختلج في مخيلتي كلماتٌ كمد البحر،
فأعددتُ لها جيوشًا كذرات المطر (سحابةٌ مفعمةٌ بالمطر).
ليس الحبُّ بالمسافات، ليس الحبُّ بالمسافات،
ولو فصلني عنها سماءٌ وقمر،
أحببتُها دنيتي، فما أَهَمَّني في حبها صباحٌ أم مساءٌ أم سَحَر (فويلي من وقت السَّحر).
ناديتُها خلف الجبل: الوقت حان لأُعلِن السفر (أين البشر؟)
كنا بشرًا بعدما ظهر النبي المنتظر،
فأخبرنا أن لا مَرَدَّ من القدر،
وأن حياتَنا نصفُها حُلوٌ ونصفُها قهر،
وحبيبتي نبعُ الحياة وأجملُ مُستقر.
وطاول الزمانُ شاطئَ عينيها، فارتدَّ إليّ البصر،
وسكبتُ وقتي بين يديها، أُحدّثها قصيدةً من صور.
نصيحة من القلب لكل شاب وشابة
يقول عبدالرحمن زيدان، من تجربته الواقعية:
“قبل ما تركز على مجالك الرئيسي، مارس كل مهارة بتوسع مداركك . لأن الوعي لا يُبنى من خط مستقيم، بل من مغامراتك الصغيرة. كل مهارة تتعلمها بتفتحلك بوابة وبتعطيك طاقة للحياة.”
ويؤمن أن الكتابة – سواء كانت شعرًا أو رواية – منحته مرونة التفكير، وقوة التعبير، ووضوح الرؤية… وكلها أدوات لا غنى عنها في عالم الأعمال لاحقًا.
الختام
ربما يعرفك الناس من خلال مهنتك اليوم، لكن قوتك الحقيقية تنبع من تجاربك قبل أن تتخصص. والكاتب في عبدالرحمن زيدان لم يمت… بل تحول إلى رجل يسوّق الأفكار كما كان يُؤلّف القصص، ويكتب الكلمات كما يُقنع العملاء، ويُبقي روحه حيّة في كل مشروع… كما كانت حيّة في كل بيت من قصائده.