Airplane mode seller البائع بوضع الطيران

البائع بوضع الطيران: حين يتحول البزنس إلى وضع عدم استقبال

كل رسالة، كل مكالمة، كل تعليق، هي إشارة من الكون تقول لك: هناك فرصة تنتظرك.

لكن هناك نوع جديد من البائعين بدأ ينتشر في زمن الإعلانات والرسائل الفورية، نوع يعيش في عزلة رقمية رغم أنه “أونلاين” طول الوقت.

تم تسميته من قبل الكوتش عبدالرحمن زيدان : البائع بوضع الطيران – Airplane Mode Seller.

من هو البائع بوضع الطيران؟

هو ذلك البائع الذي تأتيه الرسائل من العملاء المحتملين لكنه لا يرد، أو يرد بعد أيام، أو يرد بردٍّ باردٍ كأنه يؤدي واجبًا.

هو موجود في السوق، يملك إعلانًا، وربما حتى يملك ميزانية تسويق محترمة…

لكن عندما يأتي وقت الحقيقة — وقت البيع — يدخل تلقائيًا في وضع “الطيران”.

لا يستقبل إشارات، ولا يرسل ردود، ولا يبدو عليه أنه موجود أصلًا.

باختصار: هو يشبه الهاتف الذي تضعه في “وضع الطيران” أثناء الرحلة…شكله شغال، لكن عمليًا مفصول عن العالم.

لماذا يظهر هذا النوع من البائعين؟

البائع بوضع الطيران ليس غبيًا، لكنه منفصل ذهنيًا عن فكرة البيع الحقيقي.

هو يظن أن البيع مجرد إعلان، لا محادثة.

يظن أن العميل سيأتي ويشتري تلقائيًا، دون تفاعل، دون فهم احتياجه، ودون بناء علاقة.

وغالبًا، سبب هذا الانفصال يعود إلى ثلاثة عوامل:

1. الخوف من الرفض: يخاف يردّ لأنّه ما بدّه يسمع كلمة “غالي” أو “برجعلك”.
2. غياب النظام: ما عنده روتين واضح للتعامل مع الرسائل والمتابعات.
3. ضعف التدريب: ما تعلّم كيف يحوّل المحادثة إلى علاقة، والعلاقة إلى صفقة.

النتيجة؟ كل رسالة غير مُجابة، كل مكالمة غير مكتملة، كل تعليق لم يُردّ عليه…

هي فرصة طارت كما تطير الطائرات دون رجعة.

وهكذا يعيش البائع بوضع الطيران في دائرة مستمرة من الإعلانات والمصاريف،

بينما العملاء ينتقلون لغيره فقط لأن الآخر كان حاضرًا.

كيف تخرج من وضع الطيران؟

الخروج من هذا الوضع لا يحتاج معجزة، بل وعي وتطبيق:

1. افتح وضع الاتصال.
   أول قاعدة: كن متاحًا. إذا لم تكن متاحًا للعملاء، لا تتوقع أن يكونوا متاحين لمحفظتك.
2. عامل كل رسالة كأنها زبون على الباب.
   تخيّل أن الشخص الذي كتب لك على واتساب واقف أمامك في المتجر — هل ستتجاهله؟
3. استخدم ردودًا ذكية وسريعة.
   مش ضروري تكون كاملة أو مثالية. المهم أولًا أن ترد، ثم طوّر المحادثة تدريجيًا.
4. بنِ نظام متابعة Follow-up.
   المبيعات لا تتم من أول رسالة، بل من المتابعة الذكية واللطيفة.
5. تدرّب على التواصل.
   البائع القوي ليس من يعرف المنتج، بل من يعرف كيف يجعل الآخر يشعر أنه اختار الخيار الصحيح.

رسالة للبائعين

في 2025، المنافسة ليست على السعر ولا حتى على جودة المنتج،

المنافسة الحقيقية هي على الانتباه، والتفاعل، والسرعة في الرد.

إذا كنت “بوضع الطيران”، فغيرك “بوضع السرعة الفائقة”.

السوق لا ينتظر أحدًا، والعملاء لا يعيدون المحاولة مرتين.

خلاصة المقال

البائع بوضع الطيران هو الشخص الذي قرر، دون أن يدرك، أن يعيش في عالم بلا إشارات.

هو متصل بالشبكة، لكنه غير متصل بالناس.

الخطوة الأولى نحو النجاح في المبيعات ليست أن تبيع أكثر،

بل أن تكون حاضرًا أكثر.