عندما يضحك فيليب كوتلر – عبدالرحمن زيدان يجعل فيليب كوتلر يضحك Philip Kotler and Abdullrahman Zidan
عندما يضحك فيليب كوتلر – عبدالرحمن زيدان يجعل فيليب كوتلر يضحك Philip Kotler and Abdullrahman Zidan

في يوم 30/10/2025، الساعة الخامسة مساءً، يلتقي عبدالرحمن زيدان بالبروفيسور فيليب كوتلر للمرة الخامسة عبر منصة Zoom، وذلك بعد أن كان اللقاء الأول بينهما في عمّان – الأردن عام 2012.
وضمن حديث عبدالرحمن زيدان مع البروفيسور فيليب كوتلر، ضحك كوتلر ضحكة رائعة عندما قال له عبدالرحمن زيدان: “The marketing will die”، كما يظهر في الفيديو التالي:
عبدالرحمن زيدان وإنجازاته مع البروفيسور فيليب كوتلر
تجربة عبدالرحمن زيدان مع فيليب كوتلر ليست مجرد تلاقي شخصين مهتمين بالتسويق؛ بل هي رحلة تعليمية، فكرية، ومهنية أثرت في منهج عمل زيدان، وفي توجهاته الاستراتيجية نحو بناء محتوى ذي أثر ونماذج تدريبية قابلة للتطبيق، هذا المقال يدرس العلاقة بين الاثنين، يسلط الضوء على إنجازات عبدالرحمن زيدان المستمدة من توجيهات وخبرات كوتلر، ويضع هذه الإنجازات في إطار التأثير العملي على المشهد التدريبي والتسويقي في المنطقة.
نقطة البداية: لقاء عمّان 2012
اللقاء الأول عام 2012 في عمّان كان بمثابة شرارة ، التقاؤهما وجهًا لوجه سمح لزيدان بالاطلاع المباشر على مبادئ كوتلر الأساسية من مفهوم خلق القيمة إلى أهمية الاستهداف الدقيق وتجربة العميل ، بالنسبة لعبدرالرحمن، كان ذلك اللقاء أكثر من جلسة نظرية؛ كان تدريبًا عمليًا على طرح الأسئلة الصحيحة، على كيفية تحويل الأفكار الكلاسيكية إلى أدوات عملية في الأسواق الناشئة.
اللقاءات المتكررة: من التعلّم إلى التطبيق
خلال السنوات التي تلت، تكرر التواصل بين الاثنين وبلغ ذروته في اللقاء الخامس عبر Zoom في 30 أكتوبر 2025 ، هذه اللقاءات المتعاقبة أتاحت لزيدان مساحة لعرض تجاربه العملية، وللحصول على ملاحظات سريعة ومباشرة من واحد من أبرز مفكري التسويق في العالم ، بدلاً من أن تكون علاقة أحادية الاتجاه (معلّم/متعلم)، تحولت إلى حوار مثمر: كوتلر قدم إطارًا نظريًا عميقًا، وعبدالرحمن جرب هذه الأطر في أرض الواقع، خصوصًا في مجالات التدريب، بناء المنتجات التعليمية، وتجربة المستخدم.

إنجازات عملية مستمدة من الحوار
- تطوير إطار “العائد البيعي Sales Impact”: مستلهمًا من تفسير كوتلر لفكرة خلق القيمة وقياسها، صاغ عبدالرحمن مصطلحًا وإطارًا عمليًا لقياس أثر أي نشاط تجاري على النتائج البيعية سواء من منظور مالي أو علاقاتي أو توسعي. الإطار يساعد المؤسسات على تقييم الأنشطة التسويقية والتدريبية بالعائد الحقيقي على المبيعات.
- برامج تدريبية قابلة للقياس: بالاستفادة من مناهج كوتلر في تقسيم السوق وتصميم العرض، أعد عبدالرحمن برامج تدريبية لمدربين وروّاد أعمال تركز على قابلية التطبيق وقياس النتائج بدلًا من المعرفة النظرية فقط.
- استراتيجية محتوى إنسانية: مناقشات مع كوتلر عززت لدى زيدان أهمية أن يكون المحتوى قريبًا من الإنسان ليس محتوى لإعلان فقط بل محتوى يبني علاقة طويلة الأمد مع الجمهور. هذا التوجه ظهر جليًا في قناته ومشاريعه التي تركز على سرد القصص والدهشة.
- مشروعات استشارية محلية: ظهرت استشارات غير رسمية ومشروعات مشتركة (ورشات عمل وندوات) توجت بتوصيات قابلة للتنفيذ للقطاع التعليمي والتدريبي في الأردن والمنطقة.
الحظة الشهيرة: “The marketing will die”
عبارة عبدالرحمن الجريئة “The marketing will die” لم تكن دعوة لليأس، بل كانت استفزازًا استراتيجيًا لإطلاق نقاش أعمق عن مستقبل التسويق. ضحكة كوتلر حينها لم تكن سخرية، بل اعتراف بحقيقة متحركة: التسويق التقليدي كما عرفناه قد يتراجع، لكن روح التسويق أي خلق القيمة وبناء العلاقات — لن تموت ، الحوار بعد تلك العبارة تناول كيف يجب أن يتغير مزيج القنوات، وكيف يتحول التركيز نحو التجربة، والأصالة، وقياس الأثر الحقيقي.
تأثير العلاقة على المجتمع التدريبي
نتج عن هذه العلاقة بين المعلم والمتعلم ثمار ملموسة في السوق المحلي:
- نُهج تدريبية أكثر فعالية: صيغت برامج تعتمد على نتائج قابلة للقياس وتطبيقات عملية.
- رفع مستوى المدربين المحليين: دورات لتأهيل المدربين لتحقيق دخل مستدام ومنهجي بدل الاعتماد على المحاضرة التقليدية.
- تبني مصطلحات جديدة: مثل “العائد البيعي” التي قدمت لغة مشتركة لقياس نجاح جهود المبيعات والتسويق.
الكتب المشتركة والإصدارات المحلية
أصدر عبدالرحمن زيدان نسختين محليتين من كتاب “أساسيات التسويق الحديث” بالتعاون مع البروفيسور فيليب كوتلر: النسخة الأردنية والنسخة اللبنانية ، لم تقتصر الإضافة على ترجمة النص الأصلي، بل شملت تكييفًا معمقًا للمفاهيم مع أمثلة وحالات دراسية تخص الأسواق المحلية في الأردن ولبنان من سلوك المستهلك المحلي إلى آليات التوزيع وقنوات التسويق الأكثر فاعلية في كل بيئة.
تضمنتا:
- تمارين تطبيقية محلية قابلة للتنفيذ في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
- دراسات حالة حقيقية من السوقين الأردني واللبناني، مع أدوات قياس مبنية على إطار “العائد البيعي”.
- مقدمة أو ملاحظات من فيليب كوتلر توضح كيف يمكن تكييف النظريات العالمية لتلائم خصوصيات الأسواق الناشئة.
أثّرت هذه الإصدارات عمليًا في المشهد التدريبي والتعليم المهني في المنطقة؛ فقد اعتمدت بعضها كمواد مساعدة في ورشات تدريبية وبرامج إعداد المدربين، وساهمت في نشر لغة ومقاييس جديدة لفهم أثر النشاط التسويقي على النتائج البيعية.
رؤية مستقبلية
العلاقة بين عبدالرحمن زيدان وفيليب كوتلر تبدو نموذجًا للشراكة المعرفية المفيدة: تجمع بين الخبرة العالمية واللمسة المحلية ، المستقبل يحمل فرصًا لتوسيع نطاق هذه الشراكة عبر محتوى مشترك، ورشات متقدمة، وربما موارد تعليمية مترجمة ومكيّفة للسوق العربي.